الغضب !

كنتُ فيما مضى سريع الغضب على كل شيء ..
وإن كنتُ ما زلتُ كذلك لكنني حالياً أفضل من السابق بكثير
إذ صرت أتحكم بغضبي في كثير من الأوقات ..

لا أنسى موقف لي مع والدتي في صغري
حينما منعتني من شيء ما أثار غضبي
وجعلني أتفوه بكلمات ندمتُ عليها فور انتهائي من نطقها !!
كيف لا أندم عليها وأنا أوجهها إلى أغلى مخلوق في حياتي ..
مخلوق له الفضل بعد الله في وجودي في هذه الحـياة
مخلوق سأظل مديناً له لو أفنيتُ عمري كله في كسب رضاه ..

ما تغيّر في صفتي السيئة هذه (الغضب) هو أنني دائماً عند حديثي مع والديّ خاصة
ومع الناس عامة وفي حالة اشتداد النقاش أو عندما أتوقع أنه سيكون هناك نقاش حاد وكما نسميه بالمصطلح العامي ( هواش ) ..
أحاول قدر استطاعتي أن أضيف جو الظرافة للموقف ..
مما ينعكس إيجاباً على نفسي وعلى الطرف الآخر ..
فيهدأ الجو ونتفادى حدة النقاش

وإن كان ولابد من النقاش واستحالة وجود الظرافة في الموقف
فإني أكون بين خيارين
هو أن أناقش بهدوء ومنطق ..
أو أن أسحب نفسي من النقاش بردود قصيرة أوحي فيها للطرف الآخر
أنني " لا أريد النقاش في هذا الموضوع " ..

وكل هذا من أجل تفادي تلك الصفة التي نهى عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم في وصيته
لذلك الرجل حينما سأله أن يوصيه , فقال له " لا تغضب .. ثلاثاً "

ولــ " قتل الغضب " في نفوسنا
علينا أن نلاحظ أنفسنا , هل ما نغضب من أجله يستحق الغضب ؟!
الحالة الوحيدة التي لا يُلام فيها المسلم عند غضبه
هي عند التعرّض لشيء من ديننا الإسلامي أو أحد رموزه بالأذى والانتقاص !
بل هذه الحالة التي يجب فيها أن نغضب ..

أما ما سواها فإنه لا يستحق الغضــب ,
والنهي عن الغضب لا يعني السكوت عن الحق !
بل يعني أن نبتعد عن هذه الصفة الذميمة عندما يكون الحق معنا
حتى لا نرتكب حماقة نندم عليها فينقلب الحق ضدنا !

مشكوررررررررررر